التحديات الحالية في علاج التهاب الشبكية الصباغي

 التحديات الحالية في علاج التهاب الشبكية الصباغي

يمثل التهاب الشبكية الصباغي (Retinitis pigmentosa) مجموعة نادرة وشديدة للغاية من الاضطرابات التي تؤثر على الرؤية ويكون لها خلفية وراثية وذات طبيعة بطيئة التقدم (1). على الرغم من الجهود المتواصلة والموجهة التي يبذلها المجتمع العلمي نحو فهم المرض وعلاجه، فلا يزال مرض التهاب الشبكية الصباغي غير قابل للشفاء. وقد تمت الدراسات في علاج التهاب الشبكية الصباغي في مختلف النماذج قبل السريرية، وكذلك في العديد من التجارب السريرية على البشر في الولايات المتحدة، ومع ذلك، لم يعثر على الحل الآمن والفعال لهذه المشكلة حتى الآن.

يتسبب التهاب الشبكية الصباغي في تلف الرؤية التقدمي الذي لا رجعة فيه، والناجم عن تدهور الخلايا الحساسة للرؤية (بخاصة النبابيت) في الشبكية (2). وعادة ما تتمثل الأعراض المبكرة في فقدان المجال البصري المحيطي، يليه تضييق الرؤية، مما قد يؤدي في النهاية إلى العمى التام. وخيارات العلاج الحالية في الولايات المتحدة محدودة جدًا.  ويشمل علاج التهاب الشبكية الصباغي غالبًا مكملات غذائية من الفيتامينات، والذي يهدف إلى وقف تقدم العملية التنكسية. ومع ذلك، فإن مكملات الفيتامينات، إلى جانب فعاليتها المحدودة، فإن لديها مخاوفها التي تتعلق بالسلامة، حيث لا ينصح بمكملات غذائية من فيتامين (أ) في بعض الأفراد، لأنه قد يسبب مشاكل في الخصوبة وهشاشة العظام (3). لم تُثّبِت التدابير الوقائية مثل تجنب التعرض للضوء في المراحل المبكرة من المرض فعاليتها المرتفعة.

عند مراجعة خيارات العلاج الحالية، قد يبدو أن علاج التهاب الشبكية الصباغي مازال يمثل مهمة صعبة، لذلك فإن الخبراء الكوبيين قد طوروا طريقة متطورة وفعالة لعلاج التهاب الشبكية الصباغي من أجل تحسين جودة حياة المرضى الذين يعانون من هذا الاضطراب التنكسي والتقدمي.

منشور مقترح: النهج الكوبي لعلاج السرطان

منشور مقترح: النهج الكوبي لعلاج السرطان

الحلول المقدمة من الخبراء الكوبيين

قد تم تطوير وتحسين علاج التهاب الشبكية الصباغي الذي يركز على الأوعية الدموية للعين حيث يُمارَس هذا العلاج في كوبا الآن لأكثر من عقدين من الزمن، ويعتبر الهدف الرئيسي للعلاج هو الحد من تطور المرض عن طريق تحسين الأوعية الدموية للشبكية، النقطة الهامة في العلاج هي جلب أكبر قدر ممكن من الدم والأكسجين والمواد الغذائية للعين، ويتم هذا عن طريق تحفيز هيكلية الأوعية الدموية.

كانت هناك بعض المحاولات في روسيا لزرع الخلايا الجذعية التي ستنمو إلى أنسجة سليمة من الشبكية، إلا أن العلماء كانوا في الغالب محبطين من الفشل، لأن الخلايا الجذعية المغروسة لم تنجح بسبب نقص الإمداد الوعائي الصحي لها (4).  وقد حاولوا أيضًأ في إعادة تشكيل الخلايا؛ إلا أن هذه الدراسة قد علقت بسبب عدم وجود فعالية لها. تقدم كوبا خيار علاج مستدام يركز على الحد من تقدم التغيرات الوعائية التنكسية في شبكية العين أو تثبيطها تمامًا، وهناك العديد من أساليب العلاج التي طبقت في خطة علاج شاملة، والتي تشمل جراحة العين، والعلاج بالأوزون، والتحفيز الكهربي والأدوية (5).

الجراحة الدقيقة

تُستخدم تقنية جراحية متطورة وفريدة من نوعها لزيادة تدفق الدم داخل جزء من العين مسؤول عن توفير إمدادات الدم إلى الشبكية. وعندما تُنفذ هذه التقنية، فإن الشبكية تظل تتغذى وتتأكسج بشكل كاف، ويسمح هذا لوظيفة الشبكية أن تكون طبيعية، كما يمنع المزيد من التدهور في الرؤية. وعن طريق تحفيز تدفق الدم داخل الشبكية، تزداد حدة البصر، وتُحفز شبكية العين على النمو وعدم التدهور. وتكون النتيجة النهائية هي ثبات المرض والتحسن السريع في كلًا من الرؤية المركزية والمحيطية.  كما يحول اختصاصي العيون من جميع أنحاء العالم مرضاهم إلى كوبا، من أجل إجراء هذه الجراحة بسبب فعاليتها وأمنها.

العلاج بالأوزون

وقد عُرف أن الأوزون يحسن عملية الأيض للخلايا، ويزيد من مستويات طاقة الخلية ويظهر خصائص مضادة للأكسدة (7).  ويُعطى الأوزون إما عن طريق المستقيم أو يحقن في مجرى الدم، ويوفر الأوزون تأثيرات إزالة السموم عن طريق منع بيروكسيد الدهون الضار الذي يوجد في خلايا الشبكية المتأثرة بالتهاب الشبكية الصباغي.  ويسمح العلاج بالأوزون أيضًا بتدفق الدم حول الشبكية، وبالتالي فإنه يحسن وظيفة الشبكية مباشرة. يجب أن يحصل المريض على 14 دورة علاجية خلال فترة العلاج بالكامل من أجل ضمان أفضل النتائج الممكنة.

التحفيز الكهربي

ينتج عن التحفيز الكهربائي تأثير تدليك جزئي والذي يحفز دوران الأوعية الدقيقة والصرف اللمفاوي.  تعزز هذا التأثيرات التوازن الكهربائي الأيوني وتوفر تأثيرًا إضافيًا للعلاج بالأوزون (8).  وقد أثبتت هذه الطريقة فعاليتها المرتفعة.  وهناك فائدة أخرى لهذه الطريقة العلاجية وهي تعزيز عملية تصور المحفزات البصرية داخل الدماغ. ويشمل التحفيز الكهربائي استخدام التيارات الكهربائية العلاجية اللطيفة على الرأس والرقبة وباطن القدمين وراحة اليدين.  يجب إجراء 10-15 جلسة علاج لتحقيق التأثير الكامل والأفضل. كما تُعطى الأدوية أثناء دورة العلاج الكامل بما في ذلك المغيرات المناعية والمواد المختزلة للأكسيد والمعادن والفيتامينات لتعزيز آثار العلاج.

التجارب السريرية

فحص العلماء الكوبيين آثار العلاج بالأوزون على المجال البصري للمشاركين الذين يعانون التهاب الشبكية الصباغي.  وقد كانت هذه الدراسة مضبوطة وعشوائية ومزدوجة التعمية، ويضمن تصميم الدراسة مستوى عال من الأدلة، وقد سُجل 68 مشاركا في التجربة. تلقى نصف الأشخاص العلاج بالأوزون، في حين تلقى النصف الآخر العلاج الوهمي. أظهرت الدراسة أن ثلاثة أضعاف الأفراد في مجموعة الأوزون شهدوا تحسنا ملحوظا في المجال البصري مقارنة بأولئك الذين تلقوا العلاج الوهمي. شهد الأفراد ذو المراحل المبكرة من المرض تحسنا أكبر مع المزيد من الآثار طويلة الأمد، مما يؤكد على أهمية التدخل المبكر. وشهد هؤلاء الأفراد في المراحل المبكرة من المرض أيضا تأثيرات علاجية أكثر استقرارا واستدامة. وفي الختام، أظهرت هذه الدراسة أن علاج الأوزون كان له آثار مفيدة على المرضى الذين يعانون من التهاب الشبكية الصباغي.

اقرأ أيضًا البرنامج الكوبي لعلاج سوء المعاملة

هناك دراسة أخرى مضبطة مزدوجة التعمية لتقييم آثار العلاج بالأوزون أيضًا في المرضى الذين يعانون من التهاب الشبكية الصباغي. وتحتوي هذه الدراسة على عدد أكبر من المشاركين (168). حيث أظهرت هذه الدراسة أيضًا تحسن كبير في المرضى الذين عولجوا بالأوزون مقارنةً بالمرضى الذين تلقوا العلاج الوهمي. ومن المثير للاهتمام، أن ما يقرب من نصف المرضى الذين حظوا باستجابة للعلاج قد نجحوا أيضًا في الحفاظ على الاستجابة لفترة أطول من الوقت (9).

تعرف على أحدث الأدوية المطورة في كوبا

أظهرت الدراسة التي تخص تحقيق توازن الأكسدة في المرضى الذين يعانون من التهاب الشبكية الصباغي والذين يتلقون علاجًا بالأوزون، أن العلاج بالأوزون يمثل طريقة علاجية آمنة نظرًا لعدم ملاحظة أي آثار جانبية متعلقة بالعلاج أثناء التجربة.  لذلك، يمكن إعطاء العلاج بالأوزون بأمان للمرضى الذين يعانون من التهاب الشبكية الصباغي دون أي خطر من آثار جانبية (10).

اقرأ أيضًا النهج الكوبي لعلاج السرطان

الاستنتاج:

مازال يمثل علاج التهاب الشبكية الصباغي مهمة صعبة في الدول الغربية. وتناول مكملات الفيتامينات وتجنب الضوء الزائد ليس كافي تمامًا لتوفير أي فائدة للمرضى الذين يعانون من هذا المرض الموهن بشدة. وقد فشلت أساليب العلاج المختلفة بما في ذلك زرع الخلايا الجذعية وإعادة تشكيل خلايا الشبكية في إظهار فعاليتها. حيث لم يفلح تطعيم (زراعة) الخلايا الجذعية تمامًا، ولم يكن من الممكن إعادة تشكيل خلايا الشبكية بسبب ضعف الأوعية الدموية الذي يحدث في هذا المرض الخطير. قرر الباحثون والخبراء الطبيون الكوبيون استهداف دقيق لخصائص هذا المرض عن طريق تحسين تدفق الدم في العين، والذي يسمح لشبكية العين بالعمل بشكل صحيح. إن تحسين الدورة الدموية للعين يضمن توفير الأوكسجين الكافي في أنسجة الشبكية مع تأجيل أو توقف العمليات التنكسية تمامًا داخل شبكية العين. وتظهر التجارب السريرية نجاحًا للعلاج بالإضافة إلى العدد الكثير من المرضى الراضين في جميع أنحاء العالم. كما شهد الآلاف من المرضى الدوليين المحالين إلى كوبا لعلاج التهاب الشبكية الصباغي حالة جيدة بعد العلاج. ولا تزال العيادات في كوبا تمثل الأمل الوحيد للأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب الوراثي. ولقد وجد الخبراء الكوبيون حلًا لتأجيل أو إيقاف تطوير الآثار السلبية تمامًا على جودة حياة المرضى الذين يعانون من التهاب الشبكية الصباغي.

افحص حالة هذه المرأة بعد تلقي العلاج في كوبا

المراجع:

1. دبليو. بومغارتنر (2000). المسببات، الأسباب المرضية للمرض، والعلاج التجريبي لالتهاب الشبكية الصباغي. الفرضيات الطبية، 54(5) 514-824.
2. موسوعة مدلاين بلس، تم البحث في 1 يوليو 2018، من http://www.nlm.nih.gov/medlineplus/ency/article/001029.htm
3. جاياشري ن ساهني وآخرون. (2011) التحديات العلاجية في التهاب الشبكية الصباغي من حماية العصب إلى العلاج الجيني، صحيفة جينوميكس كارنت 12(4): 276-284.
4. مجلة الخدمات الصحية الدولية (سيرفاميد).
   تم البحث في 1 يوليو 2018، من http://www.healthservicecuba.com/retinitis-pigmentosa/
5. المركز الدولي لالتهاب الشبكية الصباغي كاميلو سينفويغوس في كوبا، العلاج الكوبي لالتهاب الشبكية الصباغي، تم البحث في 1 يوليو 2018، من http://www.infomed.sld.cu/instituciones/retinosis/quienesomos/quienesomos.html
6. ا. جارسيا لايان (2003). جراحة التهاب الشبكية الصباغي في كوبا. رسالة مقدمة في أرشيف الجمعية الإسبانية لطب العيون مدريد.
7. Copello, M., Eguía, F., Menéndez, S., & Menéndez, N. (2003). العلاج بالأوزون في المرضى الذين يعانون من التهاب الشبكية الصباغي. الأوزون: العلوم والهندسة 25 (3)، 223-232.
8. اي. بيرسون، جي ريمولا، بي رسون، إم ساندبيرج، سي ويجل ديفرنس (1996). تقييم المرضى الذين يعانون من التهاب الشبكية الصباغي الذين يتلقون التحفيز الكهربائي والدم المعالج بالأوزون وجراحة العين في كوبا. قوس العين، 114 (5)، 560-563.
9. جي إل بريز (2004). العلاج بالأوزون في المرضى الذين يعانون من التهاب الشبكية الصباغي، الندوة الدولية الرابعة المقدمة لتبادل المعلومات حول تطبيقات الأوزون، كوبا.
10. Menéndez, S., Hernández, F., & Copello, M. (2004). العلاج بالأوزون وتوازن الأكسدة في المرضى الذين يعانون من التهاب الشبكية الصباغي، الندوة الدولية الرابعة المقدمة لتبادل المعلومات حول تطبيقات الأوزون، كوبا.