كيف يظهر التوحد في كوبا؟
قُدّر وفقًا للبيانات التي نشرتها منظمة الصحة العالمية أن طفلًا من بين كل 160 طفلًا في العالم يعاني من مرض التوحد. تخمين العدد الدقيق صعب للغاية لأسباب مختلفة، فمن المفترض أن يكون لدى كوبا معدل منخفض من الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد مقارنة بالولايات المتحدة. ومع ذلك، أخذت كوبا مرض التوحد على محمل الجد وتتطور باستمرار وتحسن الاستراتيجيات الهادفة إلى زيادة جودة حياة الأطفال المصابين بهذا الاضطراب الطبي الخطير وأسرهم. أسست هذه الدولة مراكز متخصصة تركز على كلًا من علاج الأطفال وإشراك الأسر في المجتمع، وهو بالطبع مسار علاجي تكاليفه مجانية تمامًا.
في عام 2013، كانت كوبا هي البلد الذي استضاف المنتدى الدولي الأول حول مرض التوحد والإدماج. جمع هذا المؤتمر خبراء معترف بهم عالميًا في مجال اضطراب طيف التوحد (ASD). وركز المؤتمر على إقامة طرق علاجية وناقش أهمية التشخيص المبكر لاضطراب طيف التوحد، وفعالية الإدماج لمثل هؤلاء العائلات في المجتمع. يعكس المؤتمر الجهود التي تبذلها الدولة للبحث عن أفضل السبل الممكنة لجعل الحياة أفضل للأطفال الذين يعانون من مرض التوحد وعائلاتهم.
علاج التوحد في كوبا
يهدف البرنامج إلى تحسين جودة حياة الأشخاص الذين يعيشون باضطراب طيف التوحد والذي يُنسق من قبل وزارة الصحة العامة الكوبية ووزارة التعليم، وتشارك القطاعات العامة الأخرى بما في ذلك المؤسسات الثقافية والإعلامية والرياضية في البرنامج لمساعدة أفراد اضطراب طيف التوحد على الوصول إلى أفضل قدراتهم. يتكون البرنامج من تدريب فردي متعدد التخصصات يهدف إلى تطوير وتمكين المهارات، حيث يتلقى أفراد اضطراب طيف التوحد أيضًا دعمًا متخصصًا في مجال التعليم والتأييد، ويركز العلاج على التدخل المبكر، ويخصص العلاج الفردي من قبل لجنة التشخيص المتخصصة عند أخذ نوع وشدة المرض في الاعتبار.
يعالج اضطراب طيف التوحد في بيئة سلمية ومريحة من أجل ضمان أفضل الآثار الممكنة لخطة العلاج والسماح بتحسين قدرات المريض العقلية والبدنية. تهدف خطة العلاج الفردية إلى تخفيف أعراض المرض وتحسين قدرة الطفل على التعلم، وكما ذكرنا سابقًا، صمم هذا العلاج وفقًا للاحتياجات الفردية لكل طفل..
الإيواء
كل مرفق طبي يتعامل مع علاج مرض التوحد مجهز بغرف تشبه تلك الموجودة في الفندق (تلفزيون الكابل والهاتف وخدمات التنظيف الجاف)، يحتوي المبنى على ساونا، وحمام سباحة، وصالة الألعاب الرياضية، إمكانية الدخول إلى الانترنت والمحلات التجارية والصيدليات.
المرحلة الأولى من العلاج: التقييم
تتكون المرحلة الأولى من العلاج من تقييمات مفصلة تشمل تحاليل المختبر والتصوير، واستشارات مع مختلف المتخصصين. حيث يُفحص الطفل وتُقيم حالته من قبل طبيب أطفال، وطبيب أعصاب، واختصاصي نفسي، ومعالج النطق، وطبيب نفسي. تتكون لائحة المختبر من فحص الدم، وفحص الأمصال، الجلوكوز في الدم، والترسيب، وتحليلات البول، واختبارات وظائف الكرياتينين والكبد، وبالإضافة إلى ذلك، يتكون الفحص الخاص من تصوير دماغ مغنطيسي بالرنين المغناطيسي، والجهود المحرضة، وتصوير الدماغ الكهربائي. ويخضع كل مريض لتقييم علاج أمراض الكلام، والتقييم النفسي العصبي، وتقييم مقياس برونيت ليزين، وكذلك تقييم العلاج النفسي. خلال المرحلة الأولى، يقدم الوالدين أيضًا إلى فريق من الخبراء وتحال خطة العلاج إلى الوالدين بمجرد الانتهاء منها، تكون مدة هذه المرحلة حوالي أسبوع واحد، وهذا يتوقف على خصائص المريض.
المرحلة الثانية من العلاج: العلاج والتأهيل
مدة العلاج الفعلي حوالي 30 يومًا، ولكن هذا قد يختلف حسب خصائص المريض. وتشمل الأدوات المستخدمة في علاج مرض التوحد: العلاج الخيلي، والعلاج المهني، وعلاج اللغة، والتحفيز الحسي، والعلاج بالأوزون، والتحفيز الكهربائي عبر الجمجمة إذا لزم الأمر (في مرضى فرط الحركة). يُنفذ علاج اللغة كل يوم في البداية، وتستمر جلسات تأهيل اللغة ساعة واحدة خلال اليوم، ولكن تُمد لاحقًا إلى جلستين كل يوم.
تستمر جلسات تأهيل اللغة عادة لمدة 20 يوم. أثناء هذا العلاج، يتم تقييم الطفل على يد خبراء كما يتم متابعة التقدم الذي يحرزه. وبناءً على تأثيرات العلاج، يعاد تصميم عملية تأهيل اللغة بناءً على استجابة كل طفل. لذلك، يُعدل كل بروتوكول علاجي حسب خصائص كل طفل. إن تأهيل اللغة واسع ومكثف. أثناء كل علاج، كما يجري الاختصاصي تقنيات التحفيز الحسي مثل تدليك الوجه. وتعمل الفرق المتخصصة أيضًا مع أفراد العائلة أو الرفقاء لضمان أفضل نتائج اتصال ممكنة. ويُعلم أفراد الأسرة أو الرفقاء القيام بتمارين لغوية وتحفيز حسي حيث أن الاستمرار في التدريب اللغوي بعد مغادرة الطفل للمرفق أمر ضروري للحصول على نتائج علاجية جيدة.
العلاج المهني (العلاج بالعمل) هو أيضا سمة مهمة جدا لبرنامج التأهيل الشامل. ويهدف هذا العلاج إلى مساعدة المرضى على التغلب على عقبات الحواجز الجسدية والعقلية الموجودة من خلال اضطراب طيف التوحد، والذي يقيد الأنشطة اليومية مثل الرعاية الذاتية والإنتاجية والمشاركة في الأنشطة الترفيهية. يستمر العلاج لجلستين كل يوم. ويعمل المتخصصون من خلال الألعاب التفاعلية والتعليمية.
كجزء من العلاج المهني، يشارك الأطفال في أنشطة في الهواء الطلق، كما تُصمم الألعاب والتدريبات الجذابة والمحفزة لكل طفل من أجل التعرف على المناطق المحيطة. ويُصمم العلاج أيضًا بناءً على تفضيلات الطفل، حيث يٌحفز الأطفال بالألوان والأنشطة البدنية المختلفة بما في ذلك السباحة في حمام السباحة وكرة القدم وركوب الخيل وما إلى ذلك. يقوم المتخصصون بمراقبة الأطفال بعناية وضبط البرنامج بناءً على استجابة الطفل لكل تحفيز. كما يتم تقييمه أيضًا طول ومدة العلاج المهني بناءً على خصائص الطفل والتقدم الذي يحرزه في هذا النهج العلاجي. يهدف هذا العلاج إلى تحسين إنتاجية المريض وأدائه البدني ونشاطه الحسي.
التقرير النهائي والتوصيات
حالما ينتهي العلاج، سيقوم الخبراء بتصميم التقرير النهائي الذي يتكون من تشخيص وشدة، وتقدم مرض طيف التوحد. بناءً على المراقبة اليقظة للطفل خلال كل مرحلة من مراحل العلاج، كما سيصدر الخبراء توصيات شاملة لكل طفل فيما يتعلق بالمزيد من العلاجات وأساليب علاج مرض نطق التوحد.
المغزى للقارئ
تستثمر كوبا الكثير من الجهد في تطوير علاج الأطفال الذين يعانون من مرض التوحد، وتستثمر أيضًا في تدريب الفريق الذي يتعامل مع الأطفال الذين يعانون من مرض التوحد حيث أثبتت أنها تأخذ هذه القضية على محمل الجد والمهنية. لدى المراكز الطبية المرموقة في كوبا برامج تعتمد على الخبرة الدولية الواسعة في علاج مرض التوحد. كما تتوافق بروتوكولات علاج مرض التوحد مع المعايير الطبية الدولية المقبولة عالميًا. وما يزال هناك الكثير مما يجب تعلمه حول مرض التوحد من أجل توفير أفضل علاج ممكن لمرضى نطق التوحد وعائلاتهم.